بدعة جند السماء أو قاضي السماء

 بدعة جند السماء أو قاضي السماء

اثارت العمليات العسكرية التي شنتها القوات العراقية بمساندة القوات المتعددة الجنسيات ضد جماعة دينية تطلق على نفسها اسم "جند السماء" ويدّعي زعيمها انه الامام المهدي المنتظر عشرات الأسئلة التي تعمدت الحكومة العراقية ابقاءها ملتبسة لما للموضوع من حساسية دينية.

ويطرح رعيم الجماعة أفكاره في كتاب وزع في عدد من المحافظات الشيعية قبل اسابيع بعنوان "قاضي السماء" اعتبرته المرجعيات الدينية في النجف من "كتب الضلالة" وافتت بمنع قراءته.
رواية رسمية
نائب محافظ النجف عبد الحسين عبطان أورد تفاصيل الرواية الرسمية لأحداث النجف فقال "منذ أكثر من أربعة أشهر نتتبع معلومات عن وجود تنظيم عقائدي منحرف في محافظتنا والمحافظات الجنوبية، وتوافرت لدينا معلومات عن هذا التنظيم الذي يجذب السذج والفقراء وتطغى عليه الصبغة البعثية".
وأضاف "تشير معلوماتنا إلى أن المزرعة التي دارت فيها العمليات في ناحية (الزركة) مشكوك في أمرها وكشفنا عليها مراراًً ولم نجد فيها ما يثير الريبة أذ كانت تبدو للعيان عبارة عن أرض زراعية ومكان لتربية الابقار. ولكن المعلومات بدأت تصل عن المزرعة وساكنيها منذ اول ايام شهر محرم محذرة من كارثة يعد لها هؤلاء في العاشر من شهر محرم. وسبق لاجهزتنا الأمنية ان داهمت في بداية شهر محرم فندقاً في شارع الرسول في منطقة الحويش وسط النجف فيه أشخاص يثيرون الريبة على صلة بهذا التنظيم".
ويتابع "كنت في اليوم السابع أشرف على مواكب المشاعل وبعد انتهاء المواكب عقدنا اجتماعاً أمنياً في الساعة الحادية عشرة ليلاً وأعددنا خطة خاصة بالهجوم وجهزنا قوة بحسب تقديراتنا الاولية لعدد الموجودين في المزرعة ولم نكن نتوقع هذا العدد الكبير من الرجال والاسلحة".
وخلال التحقيقات التي أجريت مع المعتقلين تبين أن الاسلحة دخلت إلى المكان وعلى مدى ثلاث سنوات على شكل قطع وأجزاء ودفنت تحت الارض وقبل العملية بثلاثة أيام أستخرجت وأجريت لها عمليات التنظيف والصيانة والتركيب.
ويؤكد عبطان ان "جند السماء" كانوا يخططون لدخول مدينة النجف واحتلال مراكز الشرطة وقتل العلماء ورجال الدين واحتلال مرقد الامام علي عليه السلام ومن ثم اجبار اهالي النجف على البيعه لزعيمهم الذي يدعي بأنه المهدي. ووصلتنا معلومات عن شراء 1500(شماغ) غطاء رأس عربي بلون واحد ارسلت إلى النجف في الفترة نفسها.
ويوضح نائب المحافظ ان المواجهات اندلعت في (الزركة) خلال عملية المداهمة الاولى وتمكن المسلحون من صد هجوم الشرطة مما اضطر القوى الأمنية إلى طلب مساعدة القوات الاميركية التي سارعت إلى استخدام القصف الجوي على مدى 48 ساعة.
 

جند السماء


لم يكن اهالي النجف كغيرهم من غالبية العراقيين يعلمون بوجود هذه الجماعة داخل النجف حتى اعلنت الحكومة العراقية عن عملية عسكرية يجرى تنفيذها شمال المدينة. ولم يكن احد على ما يبدو يعرف اصل هذه الجماعة أو اسمها بمن فيهم الجهات الأمنية الحكومية في النجف التي راحت تدلي بتصريحات متضاربة عن الجهة المستهدفة طيلة يوم العملية الاول حتى ان جهات رسمية وجهت اتهامات صريحة لرجل الدين الشيعي محمود الحسني الصرخي المناهض للعملية السياسية والذي سبق ان اصدر فتاوى عدة تفيد ببطلان الانتخابات وعدم شرعية ما ترتب عليها من برلمان وحكومة.
ويؤكد حسين الكعبي من اهالي مدينة النجف إلى ان اهالي المنطقة فوجئوا بوجود هذه الجماعة بينهم. ويوضح ان المنطقة التي اتخذت منها جماعة "جند السماء" معسكراً هي سلسلة من المزارع يتجاوز عددها العشر تسكنها أكثر من 50 عائلة قدمت من قرية الكرعة في الحلة منذ عام 1992 وتولت زراعتها طوال السنوات الماضية بعد ان اشترتها من اصحابها الاصليين.
ويشير الكعبي إلى ان الأهالي احترموا عزلة هذه العائلات وحرص رجالها على عدم الاختلاط مع بقية الاهالي، خصوصاً بعد ان قاموا بإحاطة المزارع المذكورة بساتر ترابي قبل أكثر من سنتين.
ويقول احد اهالي منطقة الزركة ان مجموعات غير معروفة كانت تتوافد إلى هذه المزارع ونشط افرادها في شراء المزارع المجاورة بأعلى الأثمان وانهم كانوا يدعون انهم يعملون لمصلحة السيد عبدالعزيز الحكيم ونجله عمار الحكيم ما منع الكثيرين من الشك فيهم، لافتاً إلى ان هؤلاء دأبوا على تعليق صور السيد عبدالعزيز الحكيم على أبواب منازلهم.
 

هوية زعيم الجماعة


بعيداً من الرواية الرسمية التي استقرت أخيراً على ان زعيم الجماعة هو شاب يدعى ضياء عبدالزهرة كاظم الكرعاوي وهو من قبيلة آل اكرع ويتحدر من ارياف محافظة الديوانية وعمره 38 سنة ويرجح ان يكون درس في احدى الحوزات العلمية في النجف في وقت سابق، نجد ان كتاب "قاضي السماء" المختوم بختم زعيم الجماعة يقدّم الكثير من المعلومات عن هذا "الزعيم" وهي انه احمر الوجه اصهب الشعر ثقيل اللسان امتاز بقوة الشخصية وله اخ يكبره بسنوات، دأب على ادارة اعماله طيلة السنوات ال 18 الماضية وهو متزوج ولديه اولاد وقدم إلى منطقة الزركة قبل 18 سنة وهو يتحدر من قرية الكرعة احدى قرى محافظة بابل ولم يكن هو او احد افراد عائلته معروفاً في السابق.
وتؤكد المعلومات الواردة في الكتاب انه عاش حياة طبيعية "قبل تكليفه بالرسالة العملية للامامة"، وانه كان كثير التنقل وقد سجن مرتين في عهد "فرعون العصر صدام" واطلق سراحه في المرة الأولى سريعاً إلا انه سجن فترة طويلة في المرة الثانية، وان والدته عانت من الغربة والألم كثيراً ابان فترة سجنه الثانية ما يدل إلى انه كان مسجوناً خارج النجف ويرجح ان يكون قد اودع في سجن ابي غريب في ذلك الوقت.
وتشير نصوص الكتاب إلى انه "اطلق من بين ايديهم عنوة". ولم يذكر الكتاب تفاصيل عن التهم التي وجهت اليه او الفترة الزمنية التي قضاها مسجوناً. ويؤكد ان والدته توفيت منذ سنتين من دون ان يأتي على ذكر اسمها او اسم والده.
 

أفكار الجماعة


الأفكار التي طرحها زعيم الجماعة يمكن تلخيصها في انه ابن علي بن ابي طالب وفاطمة الزهراء والاخ الشقيق للحسن والحسين وهو الذي "سيصحح جميع الاخطاء التي وقع فيها علماء الشيعة، ويكشف زيف السفراء واستغلالهم عواطف الشيعة المساكين وتلاهث الكثير من الفاسدين لطلب السفارة او الوكالة". ويؤكد انه ولد قبل الحسن والحسين وانه كان بيضة مخصبة محفوظة في مكان خاص اطلق عليه "البحر المسجور".
ويؤكد الشيخ علي النجفي نجل المرجع بشير النجفي ان هذه الجماعة "استغلت الجانب الروحي لدى بعض الشيعة لاغراض ارهابية وراحت تروج لإفكار مفسدة" مشدداً على ان زعيمها "دجال وكاذب". وأكد ان المراجع الأربعة الكبار في النجف (السيستاني والنجفي والفياض والحكيم) افتوا بان الكتاب "كتاب ضلالة وزيف ولا يجوز مطالعته او حيازته"، مشيراً إلى انه "يدخل افكار سامة ومضادة ويضرب مبادئ الإسلام في الصميم ويجب مكافحته".
 

كتاب قاضي السماء


هذا الكتاب الذي اثار الكثير من الجدل في الاوساط الدينية لما ورد فيه من أفكار اعتبرتها المرجعيات الدينية في النجف "مفسدة عقلياً وعقائدياً" وزّعه انصار الكرعاوي في عدد من المحافظات الشيعية فجر احد الايام قبل اسابيع من احداث النجف حيث قاموا برميه عند عتبات الدور وفي حدائق المنازل، ما اثار حفيظة مكاتب الشهيد الصدر (تابعة للزعيم الشاب مقتدى الصدر)، فسارعوا إلى جمعه ومطالبة الناس بإحراقه بعد إطلاع سريع على محتواه.
ويقول رجال الدين الشيعة ان قراءة سريعة للكتاب تكشف ركاكة اسلوب كاتبه كما ان الاخطاء الاملائية التي عجت بها صفحاته والتحريف الواضح لنصوص متداولة في الاوساط الشيعية خصوصاً والدينية عموماً والطرح المباشر لأفكار لم يألفها شيعة العراق سابقاً والتعريض بمرجعياتهم وفقهائهم وتكذيبهم جملة وتفصيلاً، كلها دلائل تشير إلى أن الكتاب وضع على عجل وان الهدف من طرحه هو تأمين الغطاء المطلوب لجهة ما تعمل على تحقيق هدف لم يكشف عنه الكتاب خصوصاً ان ما ورد فيه حول هوية زعيم التنظيم بدا وكأنه ثوب فُصِّل له.
ويقول الشيخ محمد عبد الامير الكرعاوي شيخ مشايخ عشيرة الكراعوة ان الكرعة هي قبيلة تضم 73 عشيرة وان المدعو ضياء عبدالزهرة الكرعاوي غير معروف من قبل أي من هذه العشائر، لافتاً إلى وجود جهات مجهولة تسعى إلى زجّ العشائر في صراع مع الحكومة من جهة والمرجعيات الدينية من جهة اخرى عبر الترويج لمثل هذه الأفكار. واضاف ان الحكومة تتحفظ على الكشف عن أية معلومات من شأنها أن تعيننا على معرفة الهوية الحقيقية لهذا الشخص.
 

ارتباطات الجماعة


على رغم مرور أكثر من أسبوع على تنفيذ عملية ابادة "جند السماء" في منطقة (الزركة) بالنجف وبدء التحقيقات مع أكثر من 600 شخص تم اعتقالهم خلالها الا ان الحكومة العراقية لم تعرف بعد حقيقة الجماعة أو هي لا تريد الكشف عنها. إلا ان مصادر حكومية أشارت بعد انتهاء العمليات العسكرية إلى تورط البعثيين.
ويؤكد مسؤولون أمنيون في النجف أن عدداً كبيراً من القتلى من أفراد الجماعة تبين لاحقاً انهم بعثيون وأعضاء قيادات فرق وشعب وفروع وغالبيتهم من اهالي الديوانية والحلة والناصرية والبصرة ومنهم عدد غير قليل من النجف.
وتكشف الأسماء عن وجود الشاعر الخاص بالرئيس العراقي الاسبق صدام حسين بينهم ويدعى عباس عرد الخزاعي وهو كان عضو قيادة فرقة في حزب البعث ومن أهالي الديوانية حيث يملك معرضاً للسيارات.
 

روايات أخرى


الرواية لا تقف عند هذا الحد، فثمّة تسريبات عن فتاوى لرجال دين اعتبرت قائد الجماعة زنديقاً.
وكانت الرواية الأولى لمسؤولين في المحافظة تشير إلى وجود "القاعدة والصداميين" قبل ان يتم التراجع عنها لمصلحة رواية "أبو قمر اليماني" ولم يتم رسمياً تفسير وجود عشرات الأطفال والنساء في مكان الحادث لكن محافظ النجف قال لصحافيين ان هؤلاء "مغرّر بهم ويعيشون في مزارع اشتراها اليماني قبل اشهر".
وخارج التضارب في المعلومات التي رافقت العملية يشير مراقبون إلى ان ظهور مسلحين لمليشيات شيعية تواجهها الحكومة بالقوة وتبيد نحو 300 من عناصرها رسالة قد تخفف عن حكومة نوري المالكي عبء استهداف ميليشيا "جيش المهدي" في هذه المرحلة من دون التشكيك في جدّيتها في مواجهة الميليشيات في مقابل عزمها تنفيذ عمليات واسعة النطاق وبقوة لاتقل عن عملية (الزركة) ضد مواقع للمسلحين والارهابيين.
وفي المقابل اصدر اتباع المدعو (أبو الحسن اليماني) بياناً انكروا فيه أي علاقة لهم بالحادث وقالوا ان حركتهم سلمية، فيما طالبت هيئة العلماء المسلمين السنّية بتحقيق دولي لكشف ملابسات "المجزرة" التي نفذتها الحكومة باستخدام الاميركيين ضد عشيرة الحواتم.


من هو قاضي السماء ؟
30/01/2007
موسوعة النهرين : إحسان سلمان – النجف الأشرف
ينتمي ما يسمى بقاضي السماء الذي قتل خلال العملية العسكرية شمال مدينة النجف الاشرف يوم أمس إلى عشيرة ( الأكرع ) المشهورة في مدينة الحلة . وهو ليس بسيد كما كان يدعي ويبلغ من العمر (40) عاماً. وقد سمى نفسه (علي بن علي بن ابي طالب) وقد اطلق عليه جماعته اسم ( المهدي المنتظر), أما اسمه الحقيقي فقط تضاربت الانباء فبعض يقول ان اسمه ( سامر ابو قمر) واخرون يقولون ان اسمه (كاظم عبد الزهرة, وقد اعتقل مرتين في عهد النظام السابق بعدها هرب إلى لبنان وعاد بعدها إلى العراق بعد سقوط نظام صدام فكانت لهجته قد اصبحت لبنانية.
وكان قد اشترى في عام 1994 ثمانية مزارع من مزارع منطقة الزركة شمال مدينة النجف من عشيرة ( البوحداري) وكل مزرعة تتالف من (20) دونم . بعدها قامت تلك العشيرة بتزويجه احدى بناتها واعطائه مزرعتان فاصبحت المزارع التي بحوزته (10) مزارع مؤلفة من (100) دونم.
قام بعدها بتسييج تلك المزارع بثلاث سواتر ترابية بحيث لا يرى المار في تلك المنطقة ما بداخل تلك المساحة المسيجة .
قام بترتيبها وقام بصرف الالاف الدولارات عليها لتجهيزها وترتيبها وحفر الخنادق فيها .وكان قد غسل عقول البسطاء من الشيعة في الوسط والجنوب من العراق بأنه سوف يظهر يوم العاشر من محرم الحرام لهذا العام وسيعلن عن دولته المهدوية من الصحن الحيدري الشريف بعد الاستيلاء عليه , ثم يتوجه بعدها لقتل علماء الدين في المدينة بإعتبار ان المهدي الموعود عندما يظهر يقوم بقتل رجال الدين اولا. لذلك جاءت العوائل برجالها واطفالها ونسائها وتحشدت في تلك المنطقة لكي تساند هذا الرجل وتكون معه .
وكان هذا الرجل قد نشر كتاب له قبل شهر باسم (قاضي السماء) والذي اعتبرته الحوزة العلمية في النجف الاشرف وبقية الحوزات بأنه (كتاب ضلالة ) .
وقد تم قتل هذا الرجل خلال العملية العسكرية التي خاضتها القوات العراقية والقوات الامريكية وتم أسر حوالي (750) شخص , وكذلك (50) عائلة , في حين كان عدد القتلى (350) شخص والجرحى اكثر من (100).
وقد تم الاستيلاء على اسلحة متطورة جدا وكذلك العثور على مستشفى حديثة ومتطورة جدا تحت الارض قيل انه لن يمتلكها احد في العراق وحتى القوات الامريكية .
يذكر انه كانت قد شاركت في العملية العسكرية طائرات حربية امريكية (اف – 16) والتي بواسطتها تم السيطرة على تلك الجماعات المسلحة وقتل قائدها . زقد اعلنت القوات الامريكية نفسها عن اسر حوالي (100) .
ويسود مدينة النجف الان ارتياح كبير بعد الانتهاء من هذه العملية الكبيرة . فقد كان اليومان السابقان طويلين على ابناء المدينة المقدسة تلك المدينة الآمنة التي تحتضن قالع باب خيبر الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام ) .
وقد استمر أبناء المدينة المقدسة في إقامة الشعائر الحسينية الخاصة بليلة ويوم عاشوراء في ظل طوق أمني مشدد للمدينة .


قاضي السماء:
قبل نحو شهر صدر في النجف كتاب بعنوان (قاضي السماء) دون أن يذكر عليه اسم المؤلف فيما يحتوي الوجه الثاني من هذا الكتاب صورة لرجل شاب يرتدي الزي الديني بعمامة سوداء ، يقال انه الرجل الذي قاد المجموعة المهاجمة والذي أعلن عن مقتله .
الكتاب الذي يتألف من نحو الف صفحة تم توزيعه بشكل محدود ويضم افكارا غريبة على الأوساط الدينية لأنه يتناول بالنقد المرجعيات الدينية ، ويشير الى أن فكرة الأمام المهدي الموجودة لدى الشيعة قد اعتراها الكثير من الأخطاء ، مشيرا الى أن الصحيح في هذه الفكرة هو وجود (قاضي السماء وجنوده) وينبغي – حسب الكتاب – على من يؤمنون بفكرة الامام المهدي أن يتخلصوا من الأخطاء التي شابت الفكرة المهدوية وينضووا تحت لواء القاضي المشار اليه .
السلطالت الأمنية في النجف كانت رصدت هذا الكتاب وبعض الكراسات الصغيرة التي تم توزيعها بشكل محدود ايضا وتصب مضامينها في الاتجاه ذاته دون أن تكترث به كثيرا واعتبرت أن ذلك قد يماثل قضية السيد الحسني والملقب باللصرحي الذي كان يدعي انه يلتقي المهدي وحشد معه مجموعة من الشباب الأميين الذين كانوا اشتبكوا مع القوات الحكومية في بعض المحافظات الوسطى منذ أكثر من خمسة شهور .
قائد هذه المجموعة وصاحب الكتاب المذكور كان يطلق على نفسه أمام اتباعه اسم ( علي بن علي أبن أبي طالب ) وكان مع مجموعته قد اشترى -خفية - عشرة بساتين في منطقة ( الزركة ) التابعة الى منطقة العباسيات في الكوفة وأحاطوها بسياج ترابي .
العناصر الأمنية رصدت في داخل هذه البساتين عملية بناء متسارعة مع تحويل أجزاء من السياج الى ما يشبه السواتر الترابية .

عاشوراء أحبط ساعة الصفر:

وبسبب الاحتياطات الأمنية المتخذة على خلفية ذكرى عاشوراء قامت عناصر الشرطة وبشكل روتيني في مداهمة هذه البساتين فيما حسبت المجموعة المتحصنة في هذه المنطقة انها أمام هجوم قد أعد له سلفا بسبب عملية اختراق مسبقة فاندلعت الاشتباكات بين الجانبين ثم تسارعت عملية التعزيزات واشتراك القوات المتعددة الجنسية بالاليات والمروحيات ، فاضطر أعضاء المجموعة الى استخدام اسلحتهم المخبأة والتي تحوي على صواريخ مضادة للدروع وأواعا أخرى مع أجهزة اتصالات متطورة .
هذا الهجوم وبسبب المصادفة كان قبيل ساعة الصفر التي اعدتها هذه المجموعة والتي كانت مقررة في اليوم الثاني من بدء الاشتباكات .
وتهدف خطة الهجوم – حسب اعترافات العناصر الذين تم القبض عليهم – الى قتل المراجع والشخصيات الدينية ويمكن تطوير هذه الخطة لتشمل مدينة كربلاء التي تعج بمئات الألاف من الزوار ، لعزل هاتين المدينتين عن المركز والمحافظات العراقية الأخرى .

البعث والتكفيريون وراء الحادث:

من بين هذه المجموعة عدد كبير من العراقيين كانو ارتدوا ملابس افغانية مع عدد أخر من جنسيات عربية .
كافة المصادر التي تحدثت الى للـ " الملف" أكدت أن هذه العملية قد تم الاعداد لها وتنفيذها على يد عناصر النظام السابق والتكفيريين ، وأشارت الى أن الذين تم اعتقالهم قد ادلوا باعترافات تؤكد ذلك .
وأشاروا الى أن الحكومة ستقوم بعرض هذه الاعترافات عبر شاشة التلفزة عقب الانتهاء من عمليات التحقيق التي يشارك فيها محققون عراقيون وأميركيون .


دبي- حيان نيوف 17/1/2007 (اي قبل العملية العسكرية)

إذا كان الناشرون والمؤلفون في العالم العربي يعبرون بين وقت وآخر عن احتجاجهم على الرقابة المفروضة على نشر بعض الكتب من خلال فرض قوانين تضع ضوابط أمام الولوج إلى بعض القضايا، فإن غياب الرقابة والضوابط القانونية للنشر في بلدان آخرى أدى إلى "ظاهرة فوضى الكتب"، كما هو حاصل في العراق حيث تصدر وتنشر كتب ثم توزع على مكتبات ولا يعرف عن أي دور صدرت أو فيما إذا كانت قد خضعت لرقابة حكومية.
والجديد ضمن ظاهرة فوضى نشر الكتب في العراق أن استيقظ أهالي الديوانية جنوب العراق على مشهد توزيع كتاب يحمل اسم "قاضي السماء" من قبل مجموعة مجهولة الهوية.
وبحسب شهود عيان في المنطقة يبلغ عدد صفحاته الكتاب 259 صفحة، ويظهر على غلافه الأول صورة لرجل معمم بعمامة (سوداء)، رافعا يده، ووجهه غير واضح المعالم. وتناول الكتاب العديد من عقائد الشيعة.

"قاضي السماء"

ويدعي المؤلف المجهول للكتاب أنه "المهدي المنتظر". إلا أن الشيخ الشيعي المعروف علي الكوراني والذي اطلع على تفاصيل القضية أخبر "العربية.نت" أنه يعتقد أن الشخص المجهول الذي ألف هذا الكتاب هو "أحمد الحسن" من منطقة التنومة قرب البصرة، وقال عنه "يدعي أنه وصي الإمام المهدي المنتظر وأنه التقى به"، ووصف ثقافته بالعادية جدا.
وأضاف الشيخ الكوراني: "أحمد الحسن هو عضو في مجموعة من عدة أشخاص، وهو يهرب من المناظرة وعندما نسأله عن المعجزات التي لديه والتي تؤكد أنه المهدي يهرب من الاجابة".
وقال أيضا "صحيح أنني لم اقرأ الكتاب ولكن أعرف أن الجماعة التي وراءه إما لديهم خلل في عقولهم أو كذابون". وأشار إلى أنه لا توجد في العراق رقابة لهذا النوع من الكتب. وشدد على "الدعوة لتوعية المجتمع، لكي لا يستمعوا لهؤلاء الناس".
وقال "أحمد الحسن لديه من الأنصار قرابة مائة شخص وسمعت مؤخرا أنه فرض عليه الإقامة الجبرية من قبل الحكومة في التنومة قرب البصرة".
ولم يتسن للعربية.نت الوصول للمدعو "أحمد الحسن"، إلا أن لديه موقعا على شبكة الانترنت لم يظهر عليه الكتاب، ولكنه نشر تفاصيل دعوته وعرف نفسه بأنه من "بقية آل محمد عليهم السلام. الركن الشديد أحمد الحسن.. وصي ورسول الإمام المهدي عليه السلام".
ونشر في موقعه ما أسماها "قصة لقائه بالإمام المهدي المنتظر". كما أدعى في إحد تقاريره أنه كان يحاول "أيام حكم صدام إصلاح الحوزة العلمية من الفساد في وقت ينتشر الفقر بين عامة الناس"، حسب الموقع. وذكر أنه درس في الحوزة العلمية في النجف، كما درس الهندسة المدنية أيضا في بغداد.
وكان مراسل وكالة الأنباء "قدس برس" قد نقل أن الكتاب مطبوع بشكل أنيق، يحمل عنوان "قاضي السماء"، ويدعي فيه مؤلفه، الذي أخفى اسمه الأصلي، أنه "المهدي المنتظر" ومن سلاسة علي بن أبي طالب.
وأوضح الأهالي لمراسل "قدس برس" أن سيارات مدنية كانت تجوب شوارع مدينة الديوانية وتقوم بتوزيع المئات من هذا الكتاب على عامة الناس، كما قام نشطاء آخرون في مدن أخرى بتوزيع نسخ مماثلة.
ووصف الشيخ جمعة الفتلاوي الكتاب بأنه "من تأليف إنسان منحرف يدعو الناس إلى الإيمان به وإتباعه على أنه ابن الإمام علي، وأنه إمام آخر الزمان وهو كذب ودجل".

المشاركات الشائعة من هذه المدونة