طول عمر الإمام
طول عمر الإمام عجل الله فرجه
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين، وصلى الله على أحب خلقه وسيد بريته، سيدنا ومولانا وحبيب قلوبنا وطبيب نفوسنا أبي القاسم محمد، وعلى آله الطيبين الطاهرين المعصومين المنتجبين الغرّ الميامين، لاسيما بقية الله في الأرضين الحجة بن الحسن المهدي أرواحنا فداه.
واللعنة الدائمة على أعدائهم وظالميهم وقاتليهم ومنكري فضائلهم ومناقبهم وجاحدي حقوقهم قاطبة إلى يوم الدين.. آمين رب العالمين.
موضوع بحثنا بعون الله تعالى في عمر الإمام المهدي أرواحنا فداه وتحليل طول العمر، لأنه من المباحث الأساسية التي أثير حولها الشبهات والأقوال، فياحبذا لوكنا نطفئ الشبهات ونستسيغ البحث بشكل يكون مستنداً إلى أدلة قطعية وبراهين علمية.
إشكالات المخالفين:
في مقابل القول الحق بطول عمر الإمام المهدي رعاه الله ووقاه من كل سوء إن شاء الله أقوال للمخالفين، جمعها المرحوم الكراجكي في كنز الفوائد.
إنها أقوال ثلاثة، أو آراء ثلاثة، أو إيرادات ثلاثة على طول عمر الإمام المهدي أرواحنا فداه.
يقول في كنز الفوائد:
اعلم أيدك الله أن المخالفين.
منهم: من ينطق بلسان الفلاسفة فيقول: إن طول العمر من المستحيل في العقول، ولم يثبت على جوازه دليل.
ومنهم: من ينطق بلسان المنجمين فيقول: إن الكواكب لا تعطي أحداً من العمر أكثر من مائة وعشرين.
ومنهم: من ينطق بلسان الأطباء وأصحاب الطبائع ويقول: إن العمر الطبيعي هو مائة وعشرون سنة، فإذا انتهى إليها، فقد بلغ غاية ما يمكن فيه الصحة وتخرج عن العادة.(1)
ولعل أغلب الشبهات الأخيرة، بالنسبة إلى طول عمر الإمام u هي الجهة الأخيرة، لأنهم يشككون من حيث عدم الإمكان طبياً، وعدم الإمكان في هذا العرف وفي هذا الزمان.
أجوبة الشبهات
فيجاب على هذا الإشكال بجميع جوانبه من وجوه خمسة نتطرق إليها إن شاء الله.
أولاً: على صعيد القرآن الكريم، نتكلم بذلك.
ثانياً: على صعيد الروايات المتواترة المتفقة بين الطرفين أو الفريقين.
ثالثاً: على صعيد الدليل الوجداني، الذي هو يكفي عن البيان.
رابعاً: على صعيد الطبيعة البشرية، التي قيل: إن طول الأعمار خرج عن العادة فيها.
خامساً: على صعيد الأصول العلمية، وعلى سبيل الأمور الطبية.
الإعجاز الإلهي:
لكن اسمحوا لي قبل أن أبدأ بهذه الأمور الخمسة، أن أبين بخدمتكم مقدمة تمهيديه تحليلية، ولعلها تكفينا إذا استكفينا بها في تحليل طول عمر الإمام المهدي u وبقائه في هذه المدة رعاه الله، لأنه ولد في سنة 255 وهذه السنة التي نعيش فيها سنة 1423، فقد مرّ تقريباً 12 قرناً على الإمام المهدي رعاه الله.
بداية نقول وكمقدمة تحليلية: إن طول عمر الإمام المهدي u إعجاز إلهي، وذلك بإبقائه شاباً متمتعاً بجميع أنحاء الصحة والسلامة بحمد الله، من دون عوارض الشيب، من دون بوادر الدهر، من دون موارد الخطر، محفوظاً بإعجاز الله وإرادته وعزمه وحفظه ورعايته.
حيث أراد عزوجل أن يظهره على الدين كله، أراد أن يحفظ وليّه إلى أن يظهره، وإلى أن تكون ساعة ظهوره على الكون، وعلى الدين.
فكان الحفظ عن جميع هذه العوارض، بحيث يدفع المستحيل، كما أشكل، أو يدفع خلاف المتعارف كما قيل، أو يدفع عدم الملائمة مع الأمور الطبية كما زُعم. الذي يدفعه بنحو جزمي وقطعي.
فإعجاز الله تبارك وتعالى حفظ وليّه للغاية القصوى، والنهاية العظمى التي جعلها له، وهذا الحفظ والصون من جهة الإعجاز ليس بأمر عجيب.
قد يقال بأنه خلاف المتعارف، نحن نقول: كل إعجاز خلاف المتعارف، وأي إعجاز كان وفق الطبيعة والمتعارف؟! تحويل العصا إلى حية تسعى هل هذا متعارف؟! تحويل العصا إلى أمور أخرى، التي كان يستعملها موسى هل كان متعارفاً؟ تحويل الحصى في يد رسول إلى لسان ينطق هل هذا متعارف؟ كله غير متعارف.
فطول عمر الإمام المهدي الذي نثبت أنه بنحو الإعجاز الإلهي تندفع به جميع الشبهات ولانحتاج إلى استدلال إطلاقاً، إعجاز إلهي سبق مثله ودل الدليل عليه كما سنبنيه، لذلك لا ينافي بأن يكون الحفظ الإلهي إعجازاً ربانياً في طول عمره، حتى بالرغم من كونه خلاف الطبائع البشرية.
فكيف أنه سيتلائم مع طبيعة البشر؟ سنقول بملائمته للطبيعة البشرية، ولا ضير ولا عجب في أن يحفظ الله وليه.
وليست هذه هي المرة الأولى التي يظهر فيها مثل هذا الإعجاز، فقد سبق حفظ الله لأوليائه، لرسول الله، ولأمير المؤمنين، فقد حفظ الله أمير المؤمنين من الأخطار القطعية مائة بالمائة، ولا بأس فمن المناسب _ وهذه أيام الأمير u _ أن نتعرض إلى ذكر علي فإنها عبادة(2).
أمير المؤمنين روحي فداه إذا راجعنا السير والتواريخ والروايات نرى أن الله تعالى نجّاه وحفظه من الأخطار القطعية والقتل الجزمي من ابتداء هجرته من مكة إلى المدينة، بل في نفس مكة ليلة المبيت كانت خطراً على علي بن أبي طالب.
كذلك هجرته إلى المدينة وملاحقة المشركين له ليقتلوه، ثم في المدينة غزوات وسرايا وحروب مع النبي روحي فداه وكلها خطر قطعي عليه.
ثم بعيد هجرته إلى الكوفة في واقعة صفين وواقعة النهروان خطر قطعي عليه، حفظه الله من غير أن يصاب بشيء أبداً، بالرغم من تلك الإصابات التي أصابته.
حفظ إلهي لاريب في ذلك.. أتذكر عبارة ابن أبي الحديد المعتزلي في أول نهج البلاغة، يذكر في مناقب علي u يقول: «ما أقول في رجل وقف لصلاته في ليلة الهرير والسهام تترى عليه أو تمر من صماخه»(3)، هذا أليس خطراً قطعياً؟ تترى السهام معناه توالي السهام عليه والمرور من (صماخه) موضع الخطر منه حفظه الله تعالى منه.
أو تلاحظون في خطبة الزهراء عليها السلام: «كلما أوقدوا ناراً أطفأها الله...قذف أخاه في لهواتها»(4) أي أن أمير المؤمنين يقذفه رسول الله في فم الموت في لهوات الموت، كلها مخاطر قطعية، مع ذلك حفظه الله تعالى.
وابن دأب له عبارة لطيفة في رسالته: سبعون منقبة لعلي لم يشاركه فيها أحد، أتذكر هذه العبارة، ولعله عين ما ذكره ابن دأب في هذه الرسالة يقول: انصرف علي سلام الله عليه من أحد وبه ثمانون جراحة تنزف الدم، وكانت تصنع له الفتائل لتقيه الدماء فدخل عليه رسول الله صلى الله عليه وآله فرآه جالساً على نطع (البساط الجلدي) وهو كالّلحمة الممدودة المنضودة _ تفكروا في هذه العبارة: (لحمة ممدودة) من آثار السيوف والسهام والرماح حتى صار كالّلحمة _ بكى رسول الله، فقال علي u: يا رسول الله بأبي أنت وأمي الحمد لله الذي لم يرني ولّيت عنك ولا فررت، لكن كيف حرمت الشهادة؟ _ هو يتعجب هكذا حاله شهادة قطعية _ كيف حرمت الشهادة؟ قال: هي من ورائك يا علي، يقتلك أشقى الأشقياء وتهد مصيبتك الأرض والسماء، ثم يقول: عُدَّ ما بعلي من الجراحات الباقية عليه من قرنه إلى قدمه، فكانت ألف جراحة باقية، ابن دأب يقول ذلك.(5)
الفاصل الزماني بين شهادة الأمير روحي فداه، ووقاء الرسول في المدينة ثلاثون أو أكثر من ثلاثين سنة. كيف كانت الجروح حتى بقي منها ألف جراحة ولم يصبه شيء من جهة منظره، من جهة جماله، من جهة روحه. أبداً لم يشنها شيء.
حفظ الإله حتماً وقطعاً، إذا أراد الله أن يحفظ أحداً يحفظه، وقد رأينا أنه حفظ الأمير من هذه الأخطار القطعية، فكيف لايحفظ ابنه ولا يحفظ ولده الذي أراد أن يظهره على الدين ويملأ به الأرض عدلاً؟! ليس هذا بغريب.
ويدلنا على كونه إعجازاً بالنسبة إلى الإمام الحجة وطول عمره، الروايات الثابتة في المقام بالأسانيد المعتبرة:
منها: حديث الحسين بن حمدان عن الإمام العسكري u في قول الله بالنسبة إلى الإمام المهدي، هكذا نص العبارة: (فإنه في ضماني وكنفي وبعيني إلى أن أُحقَّ به الحق وأزهق به الباطل).(6)
ضمان الله هل يمكن فيه التخلف؟ تأمين إلهي وضمان إلهي ورعاية إلهية، ومعها هل يصعب طول لعمر الإمام.
ومنها: الحديث المعتبر بأسناد كذلك، حديث أبي سعيد، يعني إسناد الصدوق أعلى الله مقامه حديث أبي سعيد عن الإمام المجتبى أرواحنا فداه قال: «التاسع من ولد أخي الحسين ابن سيدة الإماء يطيل الله عمره في غيبته ثم يظهره في صورة شاب دون أربعين سنة»... وطول العمر مع سن الشباب لا يوافق الطبيعة ولكنه إعجاز.«ليعلم ان الله على كل شيء قدير».(7)
الإرادة الإعجازية في الإمام المهدي تحكيه روايات متعددة، للتبرك قرأنا اثنتين فقط من الروايات المتعددة المستفيضة التي يستفاد منها أن طول عمر الإمام المهدي أرواحنا فداه بنحو الإعجاز، وإذا كان إعجازاً حكم على جميع القوانين، وعلى جميع الأمور، ولم يرد هناك إشكال واحد.
لكن من أجل تكميل الاستدلال وإتمام الحجة لابد أن نستدل بالآيات الشريفة وبالأحاديث من طريق الفريقين.
القرآن الكريم
أما على ضوء القران الكريم، فبعد أن قالوا بأن طول العمر مستحيل، أو أنه خلاف العادة، فنقول: كيف يكون مستحيلاً أو مخالفاً للعادة وقد أخبر الله عن ذلك لا في مورد واحد، بل في موارد متعددة في كلامه الصادق، بالنسبة إلى نوح على نبينا وآله وعليه السلام تلاحظون في الآية الشريفة: )وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إلى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلاَّ خَمْسِينَ عام(.(8)
تسعمائة وخمسون سنة بصريح القرآن، إذا كان مستحيلاً فالمستحيل لا يمكن أن يوجد مرة واحدة، كالجمع بين النقيضين الذي هو مستحيل فلا يحدث في العالم ولو لمرة واحدة، والجمع بين المتضادين مستحيل، فلا يمكن أن يحدث في العالم.
إذا كان طول العمر مستحيلاً كيف حصل وأخبر عنه الله تعالى؟! تسعمائة وخمسون عاماً هي مدّة التبليغ، وإلاّ فعمره (2500) سنة، عدّة روايات بينت هذا المعنى. من جملتها حديث منصور بن حازم في أحاديث متعددة عن الإمام الصادق u عمر نوح ألفان وخمسمائة سنة ثم أتاه ملك الموت وهو في الشمس فقال له: السلام عليك فردّ الجواب، فقال له: ما جاء بك يا ملك الموت؟ قال جئت لأقبض روحك، قال: تدعني أخرج من الشمس إلى الظل؟ قال: نعم، فتحول نوح من الشمس إلى الظل، ثم قال: يا ملك الموت كأنما مرّ بي من الدنيا (2500) مثل تحولي من الشمس إلى الظل، فامض لما أمرت به، فقبض روحه على هذه الصفة.(9)
الإمام المهدي روحي فداه لم يبلغ هذا العمر، كيف يكون مستحيلاً؟!
بل البقاء الأبدي إلى يوم القيامة أخبر الله عنه في القرآن الكريم، كيف؟ أيكون مستحيلاً؟! هذا نبي الله يونس أخبر الله في كتابه عنه )فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ فَلَوْ لا أَنَّهُ كانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ((10) إلى يوم القيامة، كم ألف سنة؟ آلاف من السنين، الله يخبر بأنه لولا هذا التسبيح لكان لابثاً والظاهر من معنى الآية والله العالم، للبث حياً كما فسره العامة والخاصة.
أما من الخاصة، كنز الدقائق المجلد 11 صفحة 184 فسره وفسر عن علماء الشيعة للبث حياً.
وأما من العامة، الكشاف للزمخشري المجلد 4 صفحة 160 للبث حياً،
يفسرون (اللبث) اللبث حيّاً، بل قد يقال: إن نفس كلمة لبث في العربية لعلها توافق الحياة لا الموت.
وفسره الراغب في المفردات اللبث لغة الإقامة بالمكان أو الملازمة له(11)، من الذي يقيم؟ فإن الميت لا يقيم في مكان ولا يلازم مكاناً، المناسب للإقامة والملازمة هو الحياة.
اللبث في اللغة الإقامة في المكان والملازمة له، ويناسبه أن يكون اللبث حياً لغة وتفسيراً )لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ( يعني حياً.
إذاً يمكن أن يلبث يونس، وهو من البشر، في بطن الحوت بدون هواء ولا غذاء ولا ماء وفي أجواء غير طبيعية يلبث إلى يوم يبعثون، يونس يلبث في بطن الحوت، وهو ولي الله ومختار لا يلبث في عالم الدنيا. فهل يمكن أن يقال في مثل هذه الحالة بالاستحالة وعدم العادة، وقد وقعت في الخارج أكثر من مرّة، فلا يمكن أن تكون أمراً مستحيلاً أو مخالفاً للعادة.
فإمكان طول العمر قال به القرآن الكريم ليس فقط لأولياء الله، وإنما وقع في الخارج لأعداء الله أيضاً )قالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ قالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ((12) أعداء الله يمكن أن يبقوا فكيف الأولياء؟ لذا الشيخ الصدوق رحمة الله يقول: إن مخالفينا يقولون بطول العمر في أعداء الله ولا يقولونه في أحبائه(13)، إنه يعترض عليهم .
وعلى هذا فمسألة طول العمر في القرآن الكريم، في الكلام الإلهي، شيء موجود وليس بمستحيل.
بل أخبرت بطول العمر _ خصوصاً طول عمر نوح _ الكتب المقدسة السابقة، مثلاً: في التوراة، سفر التكوين الإصحاح خمسة في ثلاث آيات 5، 8، 11، وردت الإشارة إلى طول عمره، فما يؤيد مدعانا موجود في الكتب المقدسة أيضاً.
لذلك أصبحت مخالفة الإمكان والاستحالة غير العقلية مما يرده القرآن الكريم أصراحة.
السنة النبوية
وأما من السنة المباركة، فالأحاديث متظافرة، بل متواترة ونحن اخترنا عشرة من الأحاديث بالأسانيد الصحيحة ليحصل بها العلم. لكن رواية واحدة للتبرك فقط متواترة من طريق الخاصة ومن طريق العامة، أويشهد به نفس العامة، وسنقرأ نصوصهم التي يشهدون بها، فكيف يقال بالاستحالة أو بعدم الإمكان؟!
أما من أحاديث الخاصة فصريح حديث سدير الصيرفي: المفضل عن الإمام الصادق u جاء فيه.. (وأما العبد الصالح أعني الخضر) الذي أعطاه الله من العمر ما يقارب أربعة آلاف سنة لأنه حفيد نوح إلياس بن أروخش بن سام بن نوح، حفيد نوح النبي، لعل ما يستفاد من بعض التواريخ أنه عمّر إلى الآن ما يقارب أو أكثر من أربعة آلاف سنة... «وأما العبد الصالح أعني الخضر u فإن الله تبارك وتعالى ما طوّل عمره لنبوّة قدّرها له، ولا لكتاب ينزله عليه، ولا لشريعة ينسخ بها شريعة من كان قبله، ولا لإمامة يلزم عباده الاقتداء بها، ولا لطاعة يفرضها له، بل إن الله تبارك وتعالى لما كان في سابق علمه أن يقدر من عمر المهدي في أيام غيبته ما يقدر، وعلم ما يكون من إنكار عباده بمقدار ذلك العمر في الطول، طوّل عمر العبد الصالح الخضر».(14)
فالاستدلال بغاية خلقه الله خضر استدلال على عمر المهدي ليقطع بذلك حجة المعاندين لئلاّ يكون للناس على الله حجة يقبلونها، فكيف يمتنعون ويقولون باستحالتها؟!
هذا من الخاصة.
وعرضت بخدمتكم روايات متواترة في هذا المقام .
وكذلك من العامة روايات متظافرة في الكتب المعتبرة منهم بألفاظ مختلفة: أنه يعود شاباً وهو شيخ، يعود وفيه سنة التعمير، يعود وهو مثل الخضر، ألفاظ مختلفة في رواياتهم.
ينقل تلك الروايات ويعترف بصحتها وصراحتها في كتاب البيان لصاحب الزمان، الكنجي الشافعي يقول:
«أما بقاء المهدي، فقد جاء في الكتاب والسنة: أما الكتاب فقد قال سعيد بن جبير في تفسير قوله عز وجل )لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ((15) المهدي من عترة فاطمة».(16)
بإشارة هذه الآية، إشارة لطيفة يتنبه لها هذا الشخص، لاحظوا الله تعالى يقول: ليظهره، وليس ليبعثه، لو كان ليبعثه يمكن بعد الموت، البعث يكون بعد الموت، لكن الظهور بعد الخفاء، فالمهدي خفي يظهره الله على الكون.
وسعيد بن جبير يفسر )لِيُظْهِرَهُ( بظهور الإمام المهدي بعد أن كان له من العمر والحياة .
وأما السنة فما تقدم من الأحاديث التي بينتها بخدمتكم من جهة ألفاظها، وهي صريحة صحيحة في هذا المقام.
وكذلك ما يقرب من هذا البيان والتعبير بيّنه القندوزي في ينابيع المودة.
وعبد الوهاب الشعراني في اليواقيت والجواهر.
ومحمد في فصل الخطاب.
وابن حجر في القول المختصر.
وشهاب الدين الهندي في هداية السعداء
كما أحصى الأقوال والقائلين والروايات في إحقاق الحق المجلد 19 صفحة 698.
فمن جهة الروايات من الفريقين لا استحالة فيها لطول العمر.
لذلك مما لا يكاد ينقضي التعجب عنه، أن بعض المخالفين المنحرفين ادعى شيئاً سفسطة ظاهراً وكذباً، فقد جاء في بعض كتب المنحرفين: الشيعة تدعي طول عمر الإمام المهدي ورواياتهم تكذب طول عمر المهدي، وتقول لو مدّ الله في أجل أحد من بني آدم لـمّد الله في أجل رسول الله، في رواية من رواياتهم.
نحن نقول بأن الإمام المهدي طويل العمر روحي فداه، وإمامنا يقول: لا، ويكذب هذا المعنى، أي أن المهدي ليس بطويل العمر ولو مدّ الله في أجل أحد لمدّ الله في أجل رسول الله، سفسطة ظاهرة، أخي العزيز لماذا؟!
الرواية التي يشير إليها هذا الشخص موجودة في بحار الانوار(17)، وهي من روايات محمد بن أبي عمير الأزدي رضوان الله عليه صاحب المراثي المعتبرة،يرويها عن الإمام الرضا u دققوا في الحديث:
قلت للرضا u جعلت فداك قوم قد وقفوا على أبيك _ يعني الواقفة علي بن أبي حمزة البطائني وأمثاله _. قوم قد وقفوا على أبيك يزعمون أنه لم يمت، قال الرضا روحي فداه: كذبوا وهم كفار بما أنزل الله عز وجل على محمد صلى الله عليه وآله، ولو كان الله يمد في أجل أحد من بني آدم لحاجة الخلق إليه لـمّد الله في أجل رسول الله صلى الله عليه وآله.
الرواية في صدد النقد على قول الواقفية، وترد قول الواقفية، ولا ترد طول عمر الإمام المهدي، كما ادعى وحرّف وزوّر في سفسطة له. هذا أولاً.
ثم الحديث بمتنه حتى لو لم يكن في هذا المقام بهذه القرينة، لا يحتمل أن يكون ردّاً على طول عمر الإمام المهدي روحي فداه، لماذا؟
لو كان الله يمد في أجل أحد من بني آدم لحاجة الخلق إليه، لا منافاة أن لا يمد في الأجل لحاجة الخلق، يمده لإظهار دينه، يمده لانتشار عدله، لظهور دولته.
التعليل في هذا الحديث يحصل بموردين، المد في الأجل لاحتياج الخلق لو كان لكان في رسول الله، نحن نقول: هذا المد في أجل الإمام المهدي u لأجل أن يظهره على الكون كله لا لأجل احتياج الخلق إليه هذا ثانياً.
ثم ثالثاً إن الرواية أجنبية عن الاستدلال بهذا المقام لأن الرواية قالت: لو كان الله يمد في أجل أحد ... وليس في عمر أحد، وهناك فرق بين الأجل وبين العمر، فالشخص له أجل في يوم كذا يمد الله في أجله، يؤجل أجله في اليوم الآتي أو بعده، أو في سنة وراءها أو في مائة سنة وراءها يمد في الأجل.
لكن مسألة المد في العمر غير المد في الأجل، الله تبارك وتعالى جعل أجل الإمام المهدي بعد الظهور، من أول الأمر أجله مؤجل أجله ممدد، لم يمد في أجله، بل قدّر له أجلاً وعمراً طويلاً بدون أن يطيل عمره، بدون أن يمد في أجله.
لم يجعل الله تعالى أجل المهدي في وقت قريب من ولادته ثم يمد في أجله حتى يردوا هذا الحديث، أبداً وإنما قدر الله له من أول الأمر، من قبل ولادته قدر له أن يموت ويستشهد بعد ظهوره وبعد دولته، لم يمد في أجله حتى يردوا هذا الحديث.
كلام عربي صحيح فصيح (لو كان الله يمد في أجل) ليس في العمر، والله لا يمد في أجل المهدي، وإنما مد في عمره، والأجل كان مدّ من أول الأمر وقبل خلقته، لا يرتبط الحديث بهذا المعنى، كيف يسوق الكلام بأنه هذا إمامهم أو رواياتهم ترد على هذا المعنى؟!
لذلك فالأحاديث من الفريقين لا تحتمل أي شبهة إنصافاً، بل هي تثبت طول عمر الإمام المهدي أرواحنا فداه بدون أي شك وبدون أي دغدغة في المقام.
الوجدان:
ويمكن الاستدلال به على طول عمر الإمام u بعد القرآن والسنة النبوية المباركة، فسليم الوجدان الذي لا يخالف فطرة الإنسان يشهد بطول عمر الإمام المهدي، بعد تظافر وتواتر نقل مشاهدته في الغيبة الكبرى والذين رأوه من مقدّسي العلماء من الصلحاء ومن الأبرار ومن الصادقين ومن العدول، رأوه وشهدوا وأخبروا برؤيته في الغيبة الكبرى.
لابد أن يحس الوجدان أنه باقٍ فيرى، وليس هناك خبر واحد أو عشرة، بل أكثر، وكلها شهادات في رؤية الإمام المهدي من قبل الصالحين، من قبل الطيبين، من قبل الصادقين في هذا المقام.
لاحظوا بحار الأنوار المجلد 52 صفحة 1 إلى 90، فقد أحصى من شاهدوا الإمام u في زمن الغيبة الكبرى.
تبصرة الولي في مواضيع المهدي للسيد الجليل البحراني رحمه الله.
دار السلام فيمن فاز بالإمام للشيخ الميثمي العراقي.
بدائع الكلام فيمن اجتمع بالإمام للسيد اليزدي الطباطبائي.
البهجة فيمن فاز بلقاء الحجة للميرزا الألماسي.
العبقري الحسان في تواريخ صاحب الزمان للشيخ النهاوندي.
إلزام الناصب للشيخ اليزدي.
هذه الكتب تذكر من شاهد الإمام وهم ممن شهد بوثاقتهم وعدلهم، بل عرفوا بذلك، أمثال العلامة الحلي، أمثال السيد بحر العلوم رحمه الله، ممن لا يحتمل في حقهم الكذب وخلاف الواقع أبداً.
فثبت وجوده عياناً ووجداناً، وليس بعد العيان بيان.
الطبيعة البشرية:
ثم الدليل الرابع بالنسبة إلى طول عمر الإمام المهدي أرواحنا فداه على صعيد الطبيعة البشرية، ولعل بعض الشبهات تثار الآن على هذا الصعيد، فيدّعون أن طبيعة البشر لا تتحمل طول العمر بهذه المثابة وهذا المقدار.
وهذا مردود، لأن الطبيعة البشرية تحتمل طول العمر بكل سعة، وبدون أي امتناع وأي غرابة، ويشهد بذلك إحصاء من عمروا وطال عمرهم فوق الألف.
في كتاب (المعمرون) لأبي حاتم السجستاني من أبناء العامة، شهد وأخبر عمن طال عمرهم، أحصينا من هذا الكتاب ومن كتاب الإمامة والمهدوية وإلزام الناصب والكتب التي ذكرت من طال عمرهم، نبذة قليلة ممن طال عمرهم ممن يشهد لهم بذلك وصدقت شهاداتهم، يعني الأخبار بطول عمر هؤلاء ممّا هو متيقّن قطعاًٍ مثلاً:
يستفاد من الروايات والتأريخ الصحيح أن آدم عمّر 930 سنة.
شيت بن آدم عمّر 912 سنة.
إدريس عمّر 960 سنة.
ذوالقرنين عمّر 3000 سنة.
لقمان عمّر 3500 سنة.
عوج بن عناق عمّر 3000 سنة.
الضحاك عمّر 1000 سنة.
الفارسي عمّر 750 سنة.
فريدون عمّر 1000 سنة.
ليس المعمّرون عشرة أو عشرين فقط حتى تكون الطبيعة البشرية عاجزة عن ذلك.
وإليك ما أخبر به أبو الصلاح الحلبي رحمة الله عليه تلميذ السيد المرتضى قدس الله روحه في تقريب المعارف(18) قال: أما استبعاد ذلك _ طول عمر الإمام الحجة u _ فالمعلوم خلافه، وذكر الإجماع على طول عمر جماعة مثل: نوح والخضر ولقمان، بل غير الصالحين أيضاً، ثم قال: وإذا كان ما ذكرنا من أعمار هؤلاء معلوماً لكل سامع للأخبار، وفيهم أنبياء صالحون، وكفار معاندون، وفساق معلنون، سقط دعوى خصومنا.
هل كان عمر الغائب خارقاً للعادة؟ كلاّ، لقد عمروا كثيراً فحصلت بهم العادة لثبوت أضعاف عمر الإمام الحجة الحالي، أربعة آلاف سنة عمر الخضر، هل ذلك أكثر أم عمر الإمام المهدي؟
لذلك فإن الطبيعة البشرية التي أشكل بها على طول عمر الإمام المهدي هي تؤيد طول عمر الإمام المهدي أرواحنا فداه.
الأصول العلمية:
وأما على صعيد الأصول العلمية، وأتذكر قبل ليلتين سأل بعض الاخوان على الانترنيت: هل يمكن إثبات طول عمر الإمام المهدي بحسب الأصول الطبية، أو بحسب الموازين الطبية؟
مسألة التحقيقات التجريبية والمطالعات العلمية في علم الحديث تؤيد مائة بالمائة طول عمر الإمام روحي فداه، بل تؤيد طول عمر البشر عامّة بعد بيان ما يلزم في طول العمر.
نص واحد ننقله من خبراء هذا الفن من الجراحين والأطباء المشتغلين في الجراحة من مجلة المقتطف المصرية العدد 3 السنة 1959 صفحة 283، أنا صورت ثلاث صفحات من هذه المجلة، أقرأ بعض النصوص وبعض العبارات، لتعلموا أنه على الصعيد الطبي يمكن، بل يعلم إمكان طول العمر، بل هو محقق فعلاً، يقول العلماء الموثوق بعلمهم:
إن كل الأنسجة الرئيسية من جسم الحيوان تقبل البقاء إلى مالا نهاية، بل والإنسان أيضاً يقبل البقاء حياً ألوفاً من السنين إذا لم تعرض عليه عوارض تقصر حبل حياته.
وقولهم هذا ليس فقط نظرية، بل عملية مؤيدة بالامتحانات.
فقد تمكن أحد الجراحين من قطع جزء من الحيوان وإبقائه حياً أكثر من السنين التي يحياها، وهذا الجراح الدكتور لكسي كارل من المشتغلين في معهد (روفلر) امتحن ذلك في قطعة من جنين الدجاج، فبقيت تلك القطعة حية نامية أكثر من ثمان سنوات، وهو وغيره امتحنا قطعاً من أعضاء جسم الإنسان من أعضائه وعضلاته وقلبه وجلده وكليته، فكانت تبقى حية نامية مادام الغذاء اللازم لها موفوراً في زمان طويل.
حتى قال الأستاذ بيمندورول من أساتذة جامعة هوبنز: إن كل الأجزاء الخلوية الرئيسية من جسم الإنسان قد ثبت أن خلودها بالقوة، بل هو مثبت بالامتحان، ثم أخبر الدكتور ورون لويس أنه يمكن وضع أجزاء خلوية صناعية في جسم الإنسان، وتوالت التجارب فظهر أن الأجزاء الخلوية في أي حيوان، وأي إنسان يمكن أن يعيش، بل يمكن أن يتكاثر مادام له الغذاء المناسب.
ثم شرع في بيان تجاربه إلى أن حصل على عدة نتائج:
أ _ إن هذه الأجزاء الخلوية تبقى حية ما لم يعرضها عارض يميتها.
ب _ إنها لا تكتفي بالبقاء حية بل تنمو خلاياها وتتكاثر، بخلاف الشبهات المطروحة طبياً من أن الخلايا تموت، بل يمكن تجديد وتكاثر الخلايا.
جـ _ يمكن نموها وتكاثرها ومعرفة ارتباطها بالغذاء.
د _ لا تأثير للزمن عليها حتى أنها تشيخ وتضعف بمرور الزمن، فشيخوخة الأحياء ليست سبباً بل هي نتيجة.
وذكر الاستدلال على ذلك والاستناد إلى التجارب التي وصلته من أطباء وجراحين عدّة في هذا المقام.
على صعيد الأصول الطبية، الأصول العلمية لا تنفي، بل تؤيد مسألة طول العمر.
فطول عمر الإمام المهدي أرواحنا فداه بالإضافة إلى الاستدلال الرئيسي الذي عرضته بخدمتكم وهو الأعجاز، يمكن الاستدلال له بالأمور الخمسة، ويثبت طول العمر، وهو واقع، ورعاه الله تعالى من كل سوء إن شاء الله.
اللهم كن لوليك الحجة ابن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة ولياً وحافظاً وقائداً وناصراً ودليلاً وعيناً حتى تسكنه أرضك طوعاً وتمتعه فيها طويلاً، برحمتك يا أرحم الراحمين.
الأسئلة والأجوبة:
س1/ كيف تكون رؤية الإمام u؟ هل الرؤية في الحقيقة أم بالمكاشفة، وهل هذه الرواية صحيحة: «إن من قال برؤية الإمام فكذبوه؟».
ج/ تكرر هذا السؤال ليلة أمس، وقلنا بأن الرؤية رؤية حقيقية ويمكن الرؤية في المنام، بل يمكن الرؤية في اليقظة.
وتكون رؤية حقيقية على نحوين: إما رؤية مع المعرفة، أو رؤية بدون معرفة، ثم يعرف الإمام روحي فداه، وهذه المشاهدة ممكنة، بل هي واقع.
وأما الحديث الشريف وان كانت من التوقيعات الصحيحة «ألا فمن ادعى المشاهدة فكذبوه».(19)
معنى المشاهدة غير المشاهدة في عصر الغيبة الكبرى لأبرار علمائنا رضوان الله عليهم، تلك تكون بمعنى آخر، نبيّنها إن شاء الله.
س2/ هل رواية أن الإمام سيقتل صحيحة؟ وكيف يكون ذلك، والمفروض أن الأرض بعد ظهوره تتملئ قسطاً وعدلاً؟
ج/ شهادة الإمام روحي فداه مستفادة من الروايات عنهم عليهم السلام: «ما منا إلا مقتول أو مسموم»(20) على نحو الشهادة.
وإن كان بعض العلماء قد لا يقبل هذا القول، لكن الروايات المعتبرة تقول: إن حديث «ما منا إلا مقتول أو مسموم» حديث صحيح معتبر جارٍحتى في الإمام الحجة روحي فداه.
وهو أجاره الله من كل سوء، سيكون شهيداً، لكن بعد ظهوره وبعد دولته لا قبلها.
حتى لا يتخيل الأخ ويسأل: كيف يقتل وكيف يملأ الأرض قسطاً وعدلاً، يملؤها قسطاً وعدلاً بالتأكيد، وسيكون ذلك في حكومته المظفرة، بل في بعض الروايات أنه سيعيش في حكومته (300) سنة، وفي بعضها (70) سنة، وفي بعضها (20) سنة على اختلاف الأقوال والروايات، لكن هذه الشهادة ستكون بعد ذلك.
نعم، ستكون له الشهادة وهي واضحة في أحاديث معتبرة، أنه سيتولى غسله الإمام الحسين روحي فداه، بل في بعض الأقوال أنه سيدفنه في قبره.
هذا موجود ومعتبر، لكن لا منافاة بين أن تكون الشهادة بعد دولته والإصلاحات قبل دولته، والله العالم.
والحمد لله رب العالمين
(1)- كنز الفوائد للكراجكي، ص: 344.
(2)- راجع مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب ج 3: 6، والجامع الصغير للسيوطي ج 1: 665، وتاريخ دمشق لابن عساكر ج 42: 356.
(3)- راجع شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 1: 27، وفيه: وأما العبادة... وما ظنك برجل يبلغ من محافظته على ورده ان يبسط له نطع بين الصفين ليلة الهرير فيصلي... والسهام تقع بين يديه وتمر على صماخيه...
(4)- راجع الاحتجاج للطبرسي ج 1: 131.
(5)- الاختصاص للشيخ المفيد ص 158.
(6)- بحار الأنوار: 51/27.
(7)- إكمال الدين إتمام النعمة: 316 الحديث 2 من الباب 29.
(8)- العنكبوت (29): 14.
(9)- إكمال الدين وإتمام النعمة: 523.
(10)- الصافات، الآية: 142.
(11)- مفردات غريب القرآن: 446.
(12)- الحجر، الآية: 36 _ 37.
(13)- كمال الدين للصدوق: 551، أنظر تعليق الشيخ اعلى الله مقامه على الحديث 1 من الباب 53.
(14)- إكمال الدين وإتمام النعمة: 386 الحديث 50.
(15)- التوبة (9): 33.
(16)- البيان للكنجي الشافعي ص 28. وراجع كشف الغمة للأربلي ج 3: 290.
(17)- بحار الأنوار: 48/ 265 الباب 44 الحديث 25.
(18)- تقريب المعارف: 449.
(19)- الاحتجاج للطبرسي ج 2: 297.
(20)- كفاية الأثر للخزاز القمي ص 162، والصراط المستقيم للنباطي العاملي ج 2: 128.