المهدي في روايات الشيعة

المهدي (عليه السلام) في روايات الشيعة الإمامية

إنّ أحاديث المهديّ عليه السلام لم تختصّ بروايتها طائفة من المسلمين، بل هي من أكثر الأحاديث اشتراكا بين المسلمين، كافّة فهم على اختلاف مذاهبهم وفرقهم يعتقدون بظهور الإمام المهدي في آخر الزمان وعلى طبق مابشّر به النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولا يختص هذا الاعتقاد بمذهب دون آخر، ولا فرقة دون أُخرى. وما أكثر المصرّحين من علماء أهل السنة ابتداءً من القرن الثالث الهجري وإلى اليوم بأنّ فكرة الظهور محلّ اتّفاقهم وقد ألّف محمّد بن يوسف الشافعي صاحب كفاية الطالب من علماء العامة، كتاباً حول ظهور المهدي عليه السلام وصفاته وعلاماته يشتمل على خمس وعشرين باباً ونقل بعض علماء الشيعة (156) حديثاً من الكتب المعتبرة للعامة حول المهدي عليه السلام، وورد في الكتب المعتبرة للشيعة أكثر من ألف حديث حول ولادة المهدي عليه السلام وغيبته، وانّه الإمام الثاني عشر من نسل الإمام العسكري عليه السلام. وأكثر هذه الأحاديث مقرونة بالإعجاز؛ لانّ فيها الإخبار بالأئمة الاثني عشر إلى خاتمهم، وخفاء ولادته، وانّ له غيبتين الثانية أطول من الأولى، إلى غير ذلك من الخصوصيّات وأورد صاحب الفصول المهمة، ومطالب السؤول، وشواهد النبوة، وابن خلكان، وجمع كثير من العامة في كتبهم روايات ولادته عليه السلام وسائر خصوصيّاته التي روتها الشيعة، فكما انّ ولادة آبائه الطاهرين معلومة فولادته أيضاً معلومة، واستبعادات وإشكالات المخالفين حول طول غيبته، وخفاء ولادته، وطول عمره الشريف، لا تقوى على ردّ البراهين القاطعة الثابتة
أما الروايات من طريق الشيعة الامامية فهي أكثر من أن تحصى وسنكتفي بعرض مختصر لبعض منها :
الصدوق في إكمال الدين بسنده عن جابر الأنصاري عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): (المهدي من ولدي اسمه اسمي وكنيته كنيتي، أشبه الناس بي خلقاً وخلقاً، تكون له غيبة وحيرة تضل فيها الأمم، يقبل كالشهاب الثاقب، فيملأها عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً.(1)

وبسنده عن الصادق عن أبيه عن جده (عليهم السلام) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (القائم من ولدي اسمه اسمي، وكنيته كنيتي، وشمائله شمائلي، وسنته سنتي، يقيم الناس على ملتي وشريعتي ويدعوهم إلى كتاب الله عز وجل، من أطاعه أطاعني، ومن عصاه عصاني، ومن أنكره في غيبته فقد أنكرني. الحديث.(2)
وبسنده عن الصادق (عليه السلام) عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): (من أنكر القائم من ولدي في زمان غيبته مات ميتة جاهلية).(3)
وبسنده عن ابن عباس عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): علي بن أبي طالب إمام أمتي وخليفتي عليهم بعدي، ومن ولده القائم المنتظر، يملأ الله عز وجل به الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً وظلماً، والذي بعثني بالحق بشيراً إن الثابتين على القول به في زمان غيبته لأعز من الكبريت الأحمر. فقام إليه جابر بن عبد الله الأنصاري، فقال: يا رسول الله وللقائم من ولدك غيبة؟ فقال: أي وربي، وليمحصنّ الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين. يا جابر إن هذا الأمر من أمر الله، وسرّ منٌّ سرّ الله مطوي عن عباده، فإياك والشك في أمر الله فهو (4) كفر.(5)
الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة بسنده عن أبي سعيد الخدري عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال لفاطمة: (يا بنية إنّا أعطينا أهل البيت سبعا (6) لم يعطها أحد قبلنا، نبينا خير الأنبياء وهو أبوك، ووصينا خير الأوصياء وهو بعلك، وشهيدنا خير الشهداء وهو عم أبيك حمزة، ومنا من له جناحان خضيبان يطير بهما في الجنة وهو ابن عمك جعفر، ومنا سبطا هذه الأمة وهما إبناك الحسن والحسين، ومنا والله الذي لا إله إلا هو مهدي هذه الأمة الذي يصلي خلفه عيسى بن مريم. ثم ضرب بيده على منكب الحسين (عليه السلام) فقال: من هذا ثلاثا).(7)
الصدوق في العيون بسنده عن الرضا عن آبائه (عليهم السلام) عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): (لا تقوم الساعة حتى يقوم قائم الحق منّا، وذلك حين يأذن الله عز وجل له، من تبعه نجا ومن تخلف عنه هلك، الله الله عباد الله فأتوه ولو على الثلج فإنه خليفة الله عز وجل وخليفتي).(8)
وبسنده عن الرضا عن آبائه عن علي (عليهم السلام) عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): (لا تذهب الدنيا حتى يقوم (بأمر أمتي)(9) رجل من ولد الحسين (عليه السلام) يملأها عدلاً كما ملئت ظلما وجوراً).(10)
الكليني بسنده عن الباقر (عليه السلام) عن آبائه عن أمير المؤمنين (عليهم السلام) قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لأصحابه: (آمنوا بليلة القدر فإنه ينزل فيها أمر السنة، وإن لذلك الأمر ولاة من بعدي علي بن ابي طالب وأحد عشر من ولده).(11)
النعماني في كتاب الغيبة بسنده عن الصادق (عليه السلام) عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال لعلي (عليه السلام): (أَلا أبشرك، ألا أخبرك (أحبوك خ ل)؟ قال: بلى يا رسول الله، فقال: كان عندي جبرائيل آنفا وأخبرني أن القائم الذي يخرج في آخر الزمان فيملأ الأرض عدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً من ذريتك من ولد الحسين.

وقال لجعفر بن أبي طالب: أَلا أبشرك أَلا أخبرك (أحبوك خ ل) قال: بلى يا رسول الله، فقال: كان جبرئيل عندي آنفا فأخبرني أن الذي يدفعها إلى القائم هو من ذريتك، أتدري من هو؟ قال: لا. قال: ذاك الذي وجهه كالدينار وأسنانه كالمنشار وسيفه كحريق النار، يدخل الجبل ذليلاً ويخرج منه عزيزاً، يكتنفه جبرئيل ومكائيل. وقال للعباس: ألا أخبرك بما أخبرني به جبرئيل؟ فقال: بلى يا رسول الله، قال لي: ويل لذريتك من ولد العباس. فقال: يا رسول أفلا أجتنب النساء. فقال له: قد فرغ الله مما هو كائن.(12) وفي رواية: ويل لولدي من ولدك، وويل لولدك من ولدي(14).(13)

وبعض ما ورد عن الزهراء (عليها السلام) في أمر المهدي (عليه السلام):
الكليني بسنده عن الباقر (عليه السلام)، عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: دخلت على فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وبين يديها لوح فيه اسماء الأوصياء والأئمة من ولدها، فعددت إثني عشر اسما آخرهم القائم من ولد فاطمة، ثلاثة منهم محمد، وأربعة منهم علي.(15)
وبعض ما ورد عن أمير المؤمنين من الاخبار بالمهدي (عليهما السلام):
الصدوق في إكمال الدين بسنده عن أبي جعفر الثاني، عن آبائه، عن أمير المؤمنين (عليهم السلام) قال: (للقائم منا غيبة أمدها طويل، كأني بالشيعة يجولون جولان النعم في غيبته يطلبون المرعى فلا يجدونه، ألا فمن ثبت منهم على دينه لم يقْسُ قلبه لطول أمد غيبة إمامه فهو معي في درجتي يوم القيامة. ثم قال: إن القائم منا إذا قام لم يكن لأحد في عنقه بيعة، فلذلك تخفى ولادته ويغيب شخصه.(16)

وبسنده عن الرضا، عن آبائه، عن أمير المؤمنين (عليهم السلام) أنه قال للحسين (عليه السلام): التاسع من ولدك يا حسين هو القائم بالحق المظهر للدين الباسط للعدل. قال الحسين (عليه السلام): فقلت: يا أمير المؤمنين وإن ذلك لكائن؟ فقال: أي والذي بعث محمداً بالنبوة واصطفاه على جميع البرية، ولكن بعد غيبة وحيرة لا يثبت فيها على دينه إلا المخلصون المباشرون لروح اليقين الذين أخذ الله ميثاقهم بولايتنا وكتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه.(17)
النعماني في كتاب الغيبة بسنده عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) أنه قال: (صاحب هذا الأمر من ولدي هو الذي يقال مات أو هلك؟ لا، بل في أي واد سلك).(18)
وروى الكليني بسنده عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال لابن عباس: (إن ليلة القدر في كل سنة وانه ينزل في تلك الليلة أمر السنة، ولذلك الأمر ولاة من بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقال له ابن عباس: من هم؟ قال: أنا وأحد عشر من صلبي أئمة محدثون).(19) والأخبار عنه (عليه السلام) في ذلك كثيرة وفيما أوردناه مقنع.
وبعض ما ورد عن الحسن بن علي من أخبار المهدي (عليهم السلام):
الصدوق في إكمال الدين بسنده أنه لما صالح الحسن بن علي (عليهما السلام) معاوية دخل عليه الناس فلامه بعضهم على بيعته، فقال (عليه السلام): ويحكم ما تدرون ما عملت، والله الذي عملت خير لشيعتي مما طلعت عليه الشمس أو غربت، ألا تعلمون أنني إمامكم مفترض الطاعة عليكم وأَحد سيدي شباب أهل الجنة بنص من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ قالوا: بلى. قال: أما علمتم أن الخضر لما خرق السفينة وأقام الجدار وقتل الغلام كان ذلك سخطا لموسى بن عمران (عليه السلام) إذ خفي عليه وجه الحكمة فيه وكان ذلك عند الله حكمة وصوابا. أما علمتم أنه ما منا أحد إلا ويقع في عنقه بيعة لطاغية زمانه إلا القائم الذي يصلي روح الله عيسى بن مريم خلفه، فإن الله عز وجل يخفي ولادته، ويغيب شخصه لئلا يكون لأحد في عنقه بيعة إذا خرج، ذاك التاسع من ولد أخي الحسين ابن سيدة الإماء، يطيل الله عمره في غيبته، ثم يظهره بقدرته في صورة شاب إبن دون أربعين سنة، ذلك ليعلم إن الله على كل شيء قدير.(20)
وبعض ما ورد عن الحسين (عليه السلام) من أخبار المهدي (عليه السلام):
الصدوق في إكمال الدين بسنده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن الحسين بن علي (عليهم السلام) أنه قال: في التاسع من ولدي سنّة من يوسف، وسنّة من موسى بن عمران، وهو قائمنا أهل البيت، يصلح الله تبارك وتعالى أمره في ليلة واحدة.(21)
وبسنده عن الحسين (عليه السلام): قائم هذه الأمة هو التاسع من ولدي، وهو صاحب الغيبة، وهو الذي يقسم ميراثه وهو حي.(22)
وبسنده عنه (عليه السلام): منا إثنا عشر مهديا، أولهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وآخرهم التاسع من ولدي، وهو الإمام القائم بالحق، يحيي الله به الأرض بعد موتها، ويظهر به دين الحق على الدين كله ولو كره المشركون، له غيبة يرتد فيها أقوام ويثبت فيها على الدين آخرون، فيؤذون ويقال لهم: (مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ ). أما أن الصابر في غيبته على الأذى والتكذيب بمنزلة المجاهد بالسيف بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).(23)
وبسنده عنه (عليه السلام): لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج رجل من ولدي فيملأها عدلا وقسطاً كما ملئت جورا وظلما، كذلك سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول.(24)
وبسنده، قيل للحسين (عليه السلام): أنت صاحب هذا الأمر؟ قال: لا، ولكن صاحب هذا الأمر الطريد الشريد الموتور بأبيه (25) المكنى بعمه (26) يضع سيفه على عاتقه ثمانية اشهر.(27)
وبعض ما ورد عن علي بن الحسين من أخبار المهدي (عليهم السلام):
الصدوق في إكمال الدين بسنده عن علي بن الحسين (عليهما السلام): القائم منا تخفى ولادته على الناس حتى يقولوا لم يولد بعد، ليخرج حين يخرج وليس لأحد في عنقه بيعة.(28)
المفيد في المجالس بسنده عن علي بن الحسين (عليه السلام): لتأتين فتن كقطع الليل المظلم، لا ينجو إلا من أخذ الله ميثاقه، أولئك مصابيح الهدى وينابيع العلم، ينجيهم الله من كل فتنة مظلمة، كأني بصاحبكم قد علا فوق نجفكم بظهر كوفان ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا، جبرئيل عن يمينه، وميكائيل عن شماله، وإسرافيل أمامه، معه راية رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قد نشرها لا يهوي بها إلى قوم إلا أهلكهم الله عز وجل.(29)
وبعض ما ورد عن الباقر (عليه السلام) من أخبار المهدي (عليه السلام):
الكليني بسنده عن الباقر (عليه السلام) قال: إن الله عز اسمه أرسل محمداً (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى الجن والأنس، وجعل من بعده إثني عشر وصياً، منهم من سبق، ومنهم من بقي، وكل وصيّ جرت به سنّة من الأوصياء الذين هم من بعد محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) على سنة أوصياء عيسى وكانوا إثني عشر، وكان أمير المؤمنين (عليه السلام) على سنة المسيح (عليه السلام).(30)
وبسنده عنه (عليه السلام) أنه قال: الإثنا عشر الأئمة من آل محمد كلهم محدث، علي بن أبي طالب وأحد عشر من ولده، ورسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وعلي هما الولدان.(31)

وبسنده عنه (عليه السلام): الأئمة إثنا عشر إماما، منهم الحسن والحسين، ثم الأئمة من ولد الحسين (عليه السلام).(32)
الصدوق في إكمال الدين بسنده عن أم هاني الثقفية، عن الباقر (عليه السلام) في حديث قال: هذا مولود في آخر الزمان هو المهدي من هذه العترة، تكون له حيرة وغيبة يضل فيها أقوام، ويهتدي فيها أقوام، فيا طوبى لك إن أدركتيه، ويا طوبى لمن أدركه.(33)
وبسنده عنه (عليه السلام) أنه ذكر سير الخلفاء الراشدين، فلما بلغ آخرهم قال: الثاني عشر الذي يصلي عيسى بن مريم خلفه، عليك بسنته والقرآن الكريم.(34)
النعماني في كتاب الغيبة بسنده عن أبي حمزة الثمالي عن الباقر (عليه السلام) أنه قال: من المحتوم الذي حتّمه الله قيام قائمنا، فمن شك فيما أقول لقي الله وهو كافر به، ثم قال: بأبي وأمي المسمى باسمي والمكنى بكنيتي (35) السابع من بعدي، بأبي يملأ الأرض عدلا كما ملئت ظلما وجورا، من أدركه فلم يسلم له فما سلّم لمحمد وعلي وقد حرمت عليه الجنة، ومأواه النار وبئس مثوى الظالمين. الحديث، (36) إلى غير ذلك من الأخبار.
وبعض ما جاء عن الصادق (عليه السلام) من الاخبار بالمهدي (عليه السلام):
علل الشرائع بسنده عن سدير، عن الصادق (عليه السلام): إن في القائم (عليه السلام) سنّة من يوسف، قلت: كأنك تذكر خبره أو غيبته؟ قال لي: وما تنكر من هذا إن أخوة يوسف كانوا أسباطاً أولاد أنبياء، تاجروا يوسف وبايعوه وخاطبوه وهم إخوته وهو أخوهم فلم يعرفوه حتى قال لهم: أنا يوسف، فما تنكر هذه الأمة أن يكون الله عز وجل في وقت من الأوقات يريد أن يستر حجّته، لقد كان يوسف إليه ملك مصر، وقد كان بينه وبين والده مسيرة ثمانية عشر يوماً، فلو أراد الله عز وجل أن يعرفه مكانه لقدر على ذلك، والله لقد سار يعقوب وولده عند البشارة تسعة أيّام من بدوهم إلى مصر، وما تنكر هذه الأمة أن يكون الله يفعل بحجته ما فعل بيوسف أن يكون يسير في أسواقهم ويطأ بسطهم وهم لا يعرفونه، حتى يأذن عز وجل أن يعرفهم نفسه كما أذن ليوسف حين قال: (هَلْ عَلِمْتُمْ ما فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنْتُمْ جاهِلُونَ * قالُوا أَ إِنَّكَ لأََنْتَ يُوسُفُ قالَ أَنَا يُوسُفُ وَهذا أَخِي).(37)
إكمال الدين بسنده عن الصادق (عليه السلام): من أقر بجميع الأئمة وجحد المهدي كان كمن أقر بجميع الأنبياء وجحد محمداً (صلى الله عليه وآله وسلم) نبوته، فقيل له: يا ابن رسول الله فمن المهدي من ولدك؟ قال: الخامس من ولد السابع، يغيّب عنكم شخصه ولا يحل لكم تسميته.(38)
وبسنده عن الصادق (عليه السلام): إن الله تبارك وتعالى خلق أربعة عشر نورا قبل خلق الخلق بأربعة عشر ألف عام فهي أرواحنا، فقيل له: يا ابن رسول الله ومن الأربعة عشر؟ فقال: محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والأئمة من ولد الحسين، آخرهم القائم الذي يقوم بعد غيبته فيقتل الدجال ويطهّر الأرض من كل جور وظلم.(39)
وبسنده عن الصادق (عليه السلام) وذكر المهدي وأنه الثاني عشر من الأئمة الهداة، ثم قال: والله لو بقي في غيبته ما بقي نوح في قومه لم يخرج من الدنيا حتى يظهر فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جورا وظلما.(40)
وبسنده عنه (عليه السلام): إن لصاحب هذا الأمر غيبة، فليتق الله عبد وليتمسّك بدينه.(41)
وبسنده عنه (عليه السلام) في حديث: القائم هو الخامس من ولد ابني موسى، ذلك ابن سيدة الاماء، يغيب غيبة يرتاب فيها المبطلون، ثم يظهره الله عز وجل فيفتح على يديه مشارق الأرض ومغاربها، وينزل روح الله عيسى بن مريم فيصلي خلفه، وتشرق الأرض بنور ربها ولا يبقى في الأرض بقعة عُبد فيها غير الله عز وجل الا عُبد الله فيها، ويكون الدين كله لله ولو كره المشركون.(42)
(الشيخ الطوسي) في كتاب الغيبة بسنده عن الصادق (عليه السلام): ينتج الله في هذه الامة رجلا مني وأنا منه، يسوق الله به بركات السماوات والأرض، فتنزل السماء قطرها، وتخرج الأرض بذرها، وتأمن وحوشها وسباعها، ويملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلما وجورا، ويقتل حتى يقول الجاهل لو كان هذا من ذرية محمد لرحم.(43) والاخبار عن الصادق (عليه السلام) في ذلك كثيرة يطول باستقصائها الكلام.


الهوامش
--------------
(1) كمال الدين وتمام النعمة للصدوق: 286، باب 25، ح1.
(2) كمال الدين وتمام النعمة للصدوق: 410، باب 39، ح6.
(3) كمال الدين وتمام النعمة للصدوق: 413، باب 39، ح12.
(4) في المصدر: فيه فإن الشك في أمر الله.
(5) كمال الدين وتمام للصدوق: 287، باب 25، ح7.
(6) لا يخفى انها ستة لا سبعة.
(7) كتاب الغيبة للطوسي: 191، ح154.
(8) عيون أخبار الرضا للصدوق، ج1: 65، ح230.
(9) ليس في المصدر.
(10) عيون أخبار الرضا للصدوق، ج1: 71، ح293.
(11) الكافي للكليني، ج 1: 532، ح 12، ولفظ الحديث: (وبهذا الإسناد - عن أبي جعفر الثاني عن أمير المؤمنين عليه السلام - قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لاصحابه: آمنوا بليلة القدر إنها تكون لعلي بن أبي طالب ولولده الأحد عشر من بعدي)، وما أورده المصنف لفظاً فهو في كتاب الإرشاد للشيخ المفيد، ج2: 345. فلاحظ.
(12) كتاب الغيبة للنعماني: 248، باب 14، ح1.
(13) ويل لولدي من ولدك يقتلونهم ويظلمونهم وويل لولدك من ولدي يعذبهم الله بظلمهم اياهم.
(14) كتاب الغيبة للنعماني: 248، باب 14، ح2، ولفظه: (...ويل لذريتي من ولدك، وويل لولدك من ولدي..).
(15) الكافي للكليني، ج1: 532، ح9، ولفظ آخر الحديث: (...، وثلاثة منهم علي).
(16) كمال الدين وتمام النعمة للصدوق: 480، باب 44، ح6.
(17) كمال الدين وتمام النعمة للصدوق: 304، باب 26، ح16.
(18) كتاب الغيبة للنعماني: 156، باب 10، ح18.
(19) كتاب الغيبة للنعماني: 60، باب 4، ح3.
(20) كمال الدين وتمام النعمة للصدوق: 315، باب 29، ح2.
(21) كمال الدين وتمام النعمة للصدوق: 316، باب 30، ح1.
(22) كمال الدين وتمام النعمة للصدوق: 317، باب 30، ح2.
(23) كمال الدين وتمام النعمة للصدوق: 317، باب 30، ح3.
(24) كمال الدين وتمام النعمة للصدوق: 317، باب 30، ح4.
(25) لعل المراد بأبيه الحسين (عليه السلام).
(26) المراد به جعفر بن أبي طالب فقد مرّ أن المهدي يكنى بأبي جعفر.
(27) كمال الدين وتمام النعمة للصدوق: 317، باب 30، ح5.
(28) كمال الدين وتمام النعمة للصدوق: 322، باب 31، ح6.
(29) الأمالي المجالس للشيخ المفيد: 45، المجلس السادس، ح5.
(30) الكافي للكليني، ج1: 532، ح10.
(31) الكافي للكليني، ج1: 531، ح7 و14.
(32) الكافي للكليني، ج1: 533، ح16.
(33) كمال الدين وتمام النعمة للصدوق: 330، باب 32، ح14.
(34) كمال الدين وتمام النعمة: 331، باب 32، ح17.
(35) أي بأبي جعفر.
(36) كتاب الغيبة للنعماني: 86، ح17 من الباب 4.
(37) علل الشرائع للصدوق، ج1: 244، باب 179، ح3، والآية في سورة يوسف: 89 و90.
(38) كمال الدين وتمام النعمة للصدوق: 333، باب 33، ح1.
(39) كمال الدين وتمام النعمة للصدوق: 336، باب 33، ح7.
(40) كمال الدين وتمام النعمة للصدوق: 342، باب 33، ح23.
(41) كمال الدين وتمام النعمة للصدوق: 343، باب 33، ح25.
(42) كمال الدين وتمام النعمة للصدوق: 345، باب 33، ح31.
(43) كتاب الغيبة للطوسي: 188، ح149.

المشاركات الشائعة من هذه المدونة